
يعيش زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي (USDCAD) حالة من التراجع الواضح، حيث فقد الدولار الأمريكي زخمه الصعودي لصالح نظيره الكندي، الذي يستفيد من عدة عوامل دفعت السوق نحو اتجاه هبوطي قوي. منذ وصول السعر إلى أعلى مستوى له في الفترة الأخيرة عند 1.4800، شهد الزوج انخفاضًا حادًا بأكثر من 400 نقطة، مما يشير إلى هيمنة واضحة للبائعين على السوق.
كسر مستويات رئيسية وبداية مرحلة جديدة
كان مستوى 1.4500 يمثل دعمًا مهمًا، ولكن مع كسره، تحولت النظرة الفنية إلى مزيد من السلبية، مما أدى إلى موجة بيع واسعة النطاق. نتيجة لذلك، وجد السعر دعمًا جديدًا عند 1.4300، وهو مستوى محوري يمكن أن يحدد الاتجاه القادم للزوج. ومع استمرار تراجع الدولار الأمريكي وسط عوامل اقتصادية وتقلبات في أسعار النفط، وهو عامل مؤثر على الدولار الكندي، زادت الضغوط البيعية بشكل ملحوظ.
السيناريوهات المحتملة للحركة القادمة
من الناحية الفنية، يواجه الزوج مستويات حرجة قد تحدد مساره في الفترة المقبلة:
- السيناريو الصعودي: إذا تمكن السعر من الارتداد من مستويات الدعم الحالية عند 1.4300، فقد نشهد حركة صعودية باتجاه المقاومة الأقرب عند 1.4350. في حال نجح السعر في الإغلاق فوق هذا المستوى، فقد يفتح المجال أمام إعادة اختبار مستوى 1.4500، الذي يمثل مقاومة محورية، حيث سيكون الاختراق فوقه مؤشرًا على تغير الاتجاه العام نحو الإيجابية مجددًا.
- السيناريو الهبوطي: في المقابل، إذا بقيت الضغوط البيعية مسيطرة على السوق، واستمر السعر في التداول أسفل 1.4350 دون القدرة على الاختراق، فقد نشهد تراجعًا أعمق قد يدفع السعر لكسر 1.4300، مما يمهد الطريق لموجة هبوطية جديدة تستهدف مستويات دعم أدنى، قد تمتد إلى 1.4200 أو حتى أقل من ذلك، حسب وتيرة التداول وحجم الضغوط البيعية.
العوامل المؤثرة في تحركات الزوج
تتأثر حركة الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي بعدة عوامل رئيسية، من أبرزها:
- اتجاهات السياسة النقدية: قرارات الفيدرالي الأمريكي وبنك كندا تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد قوة كل من العملتين، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
- أداء أسعار النفط: باعتبار كندا دولة مصدرة للنفط، فإن ارتفاع أسعار النفط يمنح الدولار الكندي قوة إضافية، مما يضغط على زوج USDCAD نحو الهبوط.
- المعطيات الاقتصادية الأمريكية والكندية: البيانات الاقتصادية مثل معدلات التوظيف، النمو الاقتصادي، والتضخم تؤثر بشكل مباشر على تحركات الزوج.
الخلاصة والتوقعات
يستمر الاتجاه الهابط في السيطرة على زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي، مع استمرار الضغوط البيعية وسط ضعف الدولار الأمريكي وتحسن الزخم الصعودي للكندي. يبقى مستوى 1.4300 هو الحد الفاصل، حيث إن أي كسر دون هذا المستوى قد يدفع السعر لمزيد من التراجعات، بينما يحتاج المشترون إلى استعادة الزخم فوق 1.4350 للعودة إلى سيناريو الصعود. في ظل التقلبات الحالية، يظل السوق مفتوحًا على احتمالات متعددة، مما يستدعي مراقبة دقيقة لتحركات الأسعار وتفاعلها مع المستويات الفنية الرئيسية.