في عالم الاستثمار، تُظهر الدراسات أن المستثمر الذي يتبع استراتيجية "الشراء والاحتفاظ" يحقق عوائد أعلى بكثير من المتداولين النشطين الذين يتخذون قرارات مبنية على العواطف. فما السر وراء هذه المفارقة؟
العواطف: العدو الخفي للمستثمر
تشير الأبحاث إلى أن السلوك البشري هو أكبر تهديد للعوائد الاستثمارية، وليس العوامل الخارجية مثل سياسات الحكومات أو أداء الشركات. فالمستثمرون غالبًا ما يبيعون في لحظات الذعر ويشترون في فترات التفاؤل المفرط، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة على المدى الطويل.
الأرقام لا تكذب
في عام 2023، حقق متوسط عوائد مستثمري الأسهم حوالي 21%، بينما حقق مؤشر S&P 500 عائدًا بنسبة 26%. هذه الفجوة ليست جديدة؛ فمنذ 2014 حتى 2023، حصل المستثمر العادي في صناديق الاستثمار المشتركة على عائد سنوي قدره 6.3%، بينما حققت الصناديق نفسها متوسط عائد 7.3%. هذا يعني خسارة نحو 15% من العوائد المحتملة على مدى عقد كامل!
تأثير التوقيت الخاطئ
لو استثمر شخص 10,000 دولار في S&P 500 من 2005 إلى 2024 مع استراتيجية "الشراء والاحتفاظ"، لكانت قيمتها الآن حوالي 72,000 دولار. لكن إذا فاتته أفضل 10 أيام في السوق، لانخفضت العوائد إلى 33,000 دولار فقط. هذا يثبت أن محاولة توقيت السوق غالبًا ما تفشل.
نصائح للاستثمار الأذكى
ينصح الخبراء بعدم الانخراط في التداول العاطفي، مع التركيز على:
- مراجعة توزيع الأصول بما يتناسب مع الأهداف والجدول الزمني.
- إعادة التوازن الدوري للمحفظة.
- استخدام صناديق متوازنة أو صناديق تاريخ الاستحقاق لتقليل الحاجة إلى التدخل البشري.
- الأتمتة: مثل الاشتراك في خطط 401(k) أو الاستثمار التلقائي لتجنب المماطلة.
الخلاصة؟ الانضباط والاستراتيجية البسيطة غالبًا ما يهزمان الذكاء العاطفي في سوق المال!